الاحتراق الذاتي .. ظاهرة خارقة

الاشتعال الذاتي
جرب تحرق نفسك بنفسك
بقلم أ/ ياسر حماية

البداية كانت فى 5 ديسمبر سنة 1966 لما وصل دون جوستيل الساعة 9 صباحا لبيت الدكتور "ارفينج بينتلى" ود اسمه بالانجليزى للى يحب يعمل عنه سيرش على النت
"Irving Bentley"
لقراءة عداد الغاز فى شمال ولاية بينسلفانيا الامريكية . ولم يرد الدكتور على نداء جوستيل كما يفعل كل مرة فكان الطبيعى ان يتقدم جوستيل عبر ممر فى بدروم المنزل وطبقا لرواية جوستيل كان الممر مغلفا بدخان ازرق خفيف مع رائحة غير عادية وفى نهاية الممر لاحظ جوستيل وجود كومة غير عادية من الرماد المحترق فى ركن من الاركان على الارض ولم تكن تتضمن اى جذوة مشتعلة عند فحصها ولما نظر جوستيل للسقف وجد فيه فتحة حمراء اللون عرضها 76 سنتيمتر وكولها 92 سنتيمتر وطبعا ده شيء طبيعى لان البيوت هناك مبنية من الخشب فصعد جوستيل للدور الاول لعله يجد اللدكتور ولكن كل ما وجده هو ساق الدكتور وكانت الساق ملقية فى الحمام وقد التصق بالساق خف منزلى من الجلد الرقيق ولم يكرر جوستيل النظر واستادار جريا للتلفون ليبلغ بوليس المقاطعة ووصل رجال الاطفاء بسرعة الى المكان ورجال البوليس والنائب العام للتحقيق " طب ايه هو لازمة رجال الاطفاء .الله اعلم" المهم رد ضابط الاطفاء على الجميع وقال ان ده حاجة غامضة بكل المقاييس وكان اسم الضابط هو فريد سالاد .

كان الدكتور بينتلى له تارخ طويل من الحرائق فى منزله بسبب تدخينه البايب وافترض المحققون ان النار اشتعلت فى ملابسه وتوجه الى الحمام ببطء بسبب كسر قديم فى ساقه لاطفاء ما تبقى من النيران بالمياه وهناك فقد وعيه حيث انتشرت النيران فى ملابسه وادى اشتعال ارضيه الحمام لازدياد الحرارة حتى احدثت تلك الفجوة ولم يتبق من الدكتور الا ساقه بالخف الجلدى اى ان الحريق وقع بسبب حاجث وقد قيد رسميا انه اتناق رغم انه لم يقتنع احد اطلاقا بهذا ....

اثبت الفحص المعملى بعد هذا ان الدكتور احترق فى درجة حرارة بلغت 1204 درجة مئوية لمدة 90 دقيقة ثم انخفضت درجة الحرارة بعد ذلك الى 972 درجة مئوية حيث استمرت النيران مشتعلة لمدة تتراوح بين ساعة لساعة ونصف وقد استدل الخباء على ذلك من شظايا العظام التى تحول نعظمها الى مسحوق ناعم جدا جدا جدا مع ان اسوء الحرائق المنزلية لم تتجاوز درجة 815 درجة مئوية وانتهى الجدال على هذة القضية الخاصة باللدكتور الى انها احتراق ذاتى وهذا النوع من الاحتراق الى تتحول فيه العظام الى مسحوق هش فى درجة عالية وان الغموض اللذى يحيط بالحادث يشير الى ذلك خاصة فى وجود اشياء اخرى مثل فرشاة اسنان ومناشف واشياء اخرى سريعة الاحتراق لم تتأثر مطلقا بالنيران.

والاحتراق البشرى الذاتى هو الاسم العلمى لهذة الظاهرة الغريبة الغامضة والمصطلح الخاص بها هو "Spontaneous Human Combustion"

وتعنى بالتحديد اندلاع النيران فى الجسم البشرى دون اى اتصال بمصدر خارجى للنار واول حالة مسجلة فى التاريخ الطبى فى مجلة اكتا الطبية عام 1673 وتصف حالة شاب ايرانى كان يفرط فى تناول المشروبات الكحولية لثلاث سنوات متصلة قبل الحادث حتى احترق ذاتيا وتحول الى دخان ورماد فوق فراشه ولم يبق منه الا جمجمته و عظمة منفردة لاصبعه مما يشير الا ان هذا بقايا انسان ولغرابة الامر تحول الشخص لرماد وهذا يتطلب درجة حرارة عالية جدا جدا جدا ليست متوفرة فى المنازل ولكن .... الفراش المصنوع من القش وجردي النخيل لم يحترق ولم يصبه ضرر.

منذ تسجيل اول حادثة رسميا من النوع ده من حوالى اربع قرون فمن يومها تم تسجيل 200 حادثة تقريبا ولكن الجمعيات والمنظمات التى تعنى بالدراسات النفسية سجلت الاف الوقائع من اماكن كتير قوى فى العالم لكن فى حوادث تانية وهى ان الناس لا يشتعلوا من تلقاء نفسهم وانما وجودهم فى اى مكان يؤدى الى اشتعال ما حولهم ففى عام 1983 نشرت وكالات الانباء مشكلة المزارع السعودى "راشد المطرى" الذى يشتعل اثاث منزله قطعة بعد الاخرى من تلقاء نفسها اذا طال وجوده فى المكان.

وفى اغسطس من نفس العام انتشرت برضه قصة الشاب الايطالى بنديتو سوبيتو وهو طالب فى معهد تكنولوجى عال والذى يكفى وجوده فى مكان ما لإشعال الحرائق وقد تسبب ذلك الشاب فى حرق جميع التوصيلات الكهربية فى ورشة والده فى مدينة فورميا وسط ايطاليا وذلك بمجرد وجوده فى المكان حيث تكرر الامر عدة مرات واطلق عليه من الوقت ده الشاب الكهربائى حيث اثبتت الاحداث انه من الممكن ان يتسبب فى حرائق الصحف والخشب من مسافة 20 مترا بمجرد النظر اليها ونفس الشيئ ايضا فى المحولات الكهربية والحوادث دى ايضا ذى الاحتراق البشرى الذاتى ليست لها دلائل طبية معينة لدراستها.

المهم نرجع لموضوع الاحتراق الذاتى البشرى فى 18 مايو سنة 1957 احترقت سيدة فى منزلها دون وجود اى مصدر للنيران فى غرفتها وقد وصلت درجة الاحتراق بين 930 الى 1100 درجة مئوية حيث ان المتبقى منها هو قدمها اليسرى فقط وجمجمتها التى انكمش حجمها جدا.

وكان الفرن الخاص بالمدفئة بارد والصحيفة التى كانت تبعد عن السيدة المحترقة والتى كانت تدعى "أنا مارتن" سليمة لم تحترق وقطع الأثاث فى الغرفة ايضا سليم كما هو بينما السيدة احترقت حتى اصبح معظم جسدها رماد والحادث ده غريب فعلا لان العظام لا تنصهر او تذوب الا فى درجة حرارة اعلى من 1649 درجة مئوية ثم ان مثل الحرارة دى كانت محصورة فقط فى جسد السيدة ولم تنتشر فى الغرفة وأزاى تفضل السيدة تحترق دون وجود اى دخان او رائحة تنبأ سكان المبنى وليه انكمشت جمجمتها بالشكل ده لدرجة انها اقتربت من حجم كرة البيسبول ولم تحترق مثل باقى العظام؟ الله اعلم.

كل الحوادث على الرغم من ندرتها الا انها تقع لكافة الأعمار ولجميع المهن وفى اى وقت وللرجال والسيدات على السواء وممكن الممكن ان يحدث الاشتعال فى اى وقت اثناء السير او الجلوس او النوم او اللعب او الاكل كما ان النيران ليس لها اى لهب وتميل الى اللون الفضى المقترب من الزرقة وانها محددة جدا ومحصورة داخل الجسم البشرى وليس هناك اى دخان على الاطلاق وان كان هناك رائحة خفيفة كما لو ان شيئا حلو المذاق يحترق وبالطبع كما سبق ان اوضح الاستاذ دمبلدور ان معظم ضحاياها من اللذين يتناولون المشروبات الكحوليه ويعانون من زيادة الوزن ومن المدخنين ممكا يؤدى الى تكوين بعض الغازات المشبعة القابلة للأشتعال او الأحتراق الذاتى فضلا على ان الكحول والدهون سريعة الأشتعال ايضا مما يفسر اشتعال النيران بضراوة شديدة هذا بالنسبة للتفسيرات القديمة اما بالنسبة للتفسيرات الحديثة فتشير الى ان السبب قد يرجع الى وجود غاز الهيدروجين السريع الاشتعال داخل الانسجة وخلال الجسم نتيجة لتفاعل الكحول مع دهون الجسم وفى وجود الانزيمات المختلفة التى لم يكتشف معظمها بعد.

ومهما يكن من امر فلا احد يعلم بعد السبب الرئيسيى للأشتعال حيث يوجد الكثيرين اللذين مدمنون على الكحول ولديهم زيادة رهيبة فى الوزن ولم يصيبهم ضرر ولم يحترق حتى اصبع فيهم ولا توجد ظاهرة ليس لها تعليل لكن كل ما فى الامر ان العلوم الحديثة لم تصل بعد الى التقدم الكافى لحل اللغز ده وتعلل الجمعيات النفسية تفسير احتراق ما حول الشخص بمجرد النظر اليه بان قوى العقل لها تأثير مباشر على المادة وانه يمكن حرق اى شيئ عن بعد بمجرد تسليط هذة القوى عليها او حتى حرق الذات نفسها اذا زادت هذة الطاقة عن قدرة حاملها والله اعلم