جاء رجل إلى أبي نواس وهو يحتضر , فقال له : متى تموت يا أبا نواس ؟؟
فقال أبو نواس ولماذا هذا السؤال ؟
أجاب الرجل:- لأن والدي توفي منذ ثلاثة أشهر , وأريد أن أرسل إليه رسالة ...
فنظر أبو نواس وقال:- يؤسفني أن لا يكون طريقي على جهنم , فابعث رسالتك لأبيك مع غيري.
******************************************
قال أبو عثمان ( الجاحظ ) لأبي نواس، وكان مصفر الوجه،
-- مالي أراك مصفرا ً، يا أبا علي ؟
-- فقال أبو نواس:- رأيتك فتذكرت ُ ذنوبي !
-- وما علاقة ذنوبك برؤيتي !!!
-- خفت أن يعاقبني الله على ذنوبي , فيمسخني قردا ً مثلك ..
****************************************
رأى هارون الرشيد أبا نواس ومعه زجاجة خمر , فقال له :-
-- ماهذا يا أبا نواس ؟؟
-- فقال أبو نواس : لبن يا سيدي !
وهل اللبن احمر يا ابا نواس !؟
-- نعم ياسيدي , لقد احمرت خجلا ً منك .
فضحك الرشيد وتركه
****************************************
قال أبو نواس هذه القصيدة في بخيل اسمه الفضل :-
رأيت الفضـل مكتئبـا "" يناغي الخبزوالسمكا
فقطب حين أبصرني "" ونكس رأسـه وبكـى
فلـمـا أن حلـفـت لــه "" بأنـي صائـم ضحـكـا
******************************************
قيل:- بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد في مجلسه وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأي عنده، دخل عليه حاجبه معلنا قدوم أبي نواس , فقال الخليفة : دعه ينتظر قليلا.
ثم نظر الى جلسائه وقال : هذه فرصة سانحة نضحك فيها على أبي نواس ويجب أن أستحضر لكل منكم بيضة تخبؤونها في طيات ثيابكم .. حتى اذا دخل أبو نواس , يتكلم كل واحد منكم بكلام فيتكلم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها , وأقول : يا لكم من ضعاف مثل الفراخ .. تالله أذا لم تفعلوا مثل الدجاج ويبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم. فقالوا : سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين.
*****************************************
وعندئذ طلب الخليفة الحاجب وقال له : اذهب فاستحضر ست بيضات , ولا تدع أحدا يراك , خصوصا أبونواس , فخرج الحاجب، وعاد منفذا أمر الخليفة وأعطى لكل من الجالسين بيضة, خبأها بين طيات ثيابه ، وجلسوا ينتظرون .. ودخل أبو نواس فسلم على أمير المؤمنين سلام الخلافة، وأظهر الرشيد انتباهه الى حديث جلسائه، ونطق أحدهم بكلمة..فغضب منها الرشيد غضبا شديدا فصاح بهم : ويحكم أيها الجبناء
أنكم مثل الدجاج , ولاأجد فرقا بينكم وبينهم والله ان لم يبض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم..
*****************************************
فأظهروا الاضطراب والخوف، وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ .. وبعد قليل مد الاول منهم يده، فأخرج بيضة وقال:- هاهي بيضتي ياأمير المؤمنين ..وأعقبه الثاني والثالث الى السادس، وكان الخليفة يقول لكل من يقدم بيضه : قد نجوت..ولما جاء دور أبو نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسط الجميع ، وصار أمام الخليفة وجها لوجه , ثم صار يقول: كاك , كاك, كاك . كما يفعل الديك بين زوجاته الدجاج، ثم ضرب ابطيه على بعضهما، وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تماما , وقال كوكو , كو.
******************************************
فقال الخليفة:- ما هذا يا أبو نواس .
فقال أبو نواس :- عجبا يا أمير المؤمنين , هل رأيت دجاجا تبيض من غير ديك؟!!!
هؤلاء فراخك وانا ديكهم. فضحك الخليفة حتى كاد يسقط عن كرسيه، وقال له : يالك من خبيث ماكر, تالله لولم تكن فعلت ذلك لعاقبتك .. ثم امر له بهدية ومال معجبا بذكائه
*******************************************
يحكى أن الخليفه هارون الرشيد كانت لديه جاريه تدعى خالصه وكانت فائقة الجمال والحسن وكان يحبها حباً شديدا ... واستدعى أبو نواس عنده في الديوان ليلقي عليه الشعر بحضور خالصه ، وعندما إنتهى أبو نواس من إلقاء الشعر لم يلتفت إليه الخليفه أو يستحسن شعره على الرغم من أن أبو نواس قال أحسن ما عنده للخليفه .. فإغتاظ أبو نواس أشد الغيظ وهو يعلم أن الخليفه مشغول بملاطفة خالصه والتغزل بها
وتجاهل شعره ... وبحضور أبو نواس أهدى الخليفه خالصه عقد ثمين مرصع بأغلى الجواهر .. ولم يكافىء أبو نواس نظير إلقاءه أروع الشعر في مدح الخليفه أو حتي يستحسن الشعر .. فإستأذن أبو نواس من الخليفه بالإنصراف وتوجه إلى باب غرفة خالصه وكتب عليه:- لقد ضاع شعرى على بابكم... كما ضاع عـقــدٌ على صدر خالصه.
******************************************
وذهب أبو نواس إلي بيته ... وعندما رأت خالصه ما كتبه أبو نواس على باب غرفتها غضبت وذهبت تشتكى للخليفه .. فجن جنون الخليفه وأمر الحرس بإحضار أبو نواس ليعاقب على فعلته الشنيعه .. وعندما علم أبو نواس أن الخليفه غاضب علم بالأمر وسبب غضب الخليفه .. وذهب للخليفه مع الحرس ولكنه قبل أن يدخل على الخليفه مر على باب خالصه وقام بمسح تجويف العين من كلمة ضاع في الشطرين لتصبح ضاء
ويتغير المعني من ذم لمدح .. وعندما دخل على الخليفه سأله : لقد طلبتني أيها الخليفه لأمرٍ هام ..
فقال له الخليفه:- ما هذا الذي كتبته يا أبو نواس على باب خالصه ؟؟ فقال له أبو نواس بكل براءه ،، لم أكتب إلا كل خير يا سيدى فلقد مدحت ولم أرى سبباً لكل هذا الغضب .. دعنا نذهب جميعا ونرى ما كتبت بكل ثقه ... فقال له الخليفه والله يا أبو نواس لو كذبت لأقطعن رأسك .. ذهبوا جميعا .. وإذ بالخليفه يرى دهاء وذكاء وسرعة بديهته لتغيير معنى كلمة ضاع إلى ضاء ... وأصبح البيت يقرأ هكذا:-
لقد ضاء شعرى على بابكم.... كما ضاء عقدٌ على صدر خالصه فضحك الخليفه وقال لأبو نواس والله يا خبيث لقد قمت بمسح تجويف حرف العين وغيرت المعنى ...
وهو معجبٌ أشد الإعجاب بذكاء أبو نواس وأمر الحاجب بأن يكافىء أبو نواس بحفنه من الدنانير وانصرف ..