جمال Admin
عدد المساهمات : 1537 تاريخ التسجيل : 09/04/2010 العمر : 34
| موضوع: هل كان إبليس علمانياً ؟!!!!!!!!! 2012-03-13, 20:27 | |
| [center]هل كان إبليس علمانياً ؟
بقلم
أحمد محمد صديق
سؤال قد يبدو غريباً أو طريفاً ، و لكن اترك هذا السؤال الآن جانباً. ما هي العلمانية التي أقصدها ؟ أريد أن أعرفها في البداية كي أكون محدداً. العلمانية التي أقصدها هي فصل الدين عن الدولة ، و هي أيضاً رفض أن تكون الحاكمية لله ، و هي أيضاً تحكيم الهوى و الرغبات. حسناً ، و لكن هناك أسئلة ربما ظلت حائرة في أدمغة البعض ، و هي : لماذا تعلمن العلماني ؟ و كيف تعلمن العلماني ؟ و ماذا بعد العلمانية ؟ و هذه الأسئلة يمكن الإجابة عليها جملة واحدة ، و ذلك بتتبع المسار الذي سار فيعه العلماني حتى تعلمن ، ثم طريقه الذي لو تمادى لوصل إليه بمحطاته المتعاقبة ، و التي يتوقف البعض فيها ، بينما يستكمل الآخرون طريقهم حتى النهاية. في البداية لابد أن نفهم طبيعة العلماني ، هو شخص له فكر و هو مثقف في أحيان كثيرة بدرجات تقل أو تكثر ، غالباً لا يعلم الكثير عن الدين و لا يقرأ القرآن كثيراً – إن كان يفعل أصلاً – و لكنه ليس بجاهل ، بل لديه من العلم الدنيوي مقدار لا بأس به ، و يعلم عن الدين نذراً يسيراً ، و لكنه يحسبه كثيراً. لا تكمن مشكلة العلماني في جهله أو علمه ، و لكنها تكمن في غروره بعلمه و إعجابه بعقله ، فالعلماني معجب جداً بتفكيره و لا يرى شيئاً آخر أفضل منه. قد يكون قرأ كثيراً فغره ذلك ، لكن ما فاته أن ما قرأه ربما لا يفيد كثيراً ، فالعبرة ليست بالكم و لكن بالكيف ، لا يهم عدد الكتب بقدر ما يهم نوعية الكتب. يزن العلماني الثقافة بالكيلوجرام ، فلما ثقل الميزان فرح بذلك و ظن أنه بلغ ما لم يبلغه غيره فتكبر ، و هنا تبدأ القصة. أول طريق العلمانية هو الغرور و الإعجاب بالذات و تمجيد الإنسان لعقله ، قد يصل إلى تلك المرحلة بنفسه ، و لكن في الغالب يغذيها فيه من حوله ، و هو الفخ الذي يقع فيه كثير من المتعلمين بعد حصوله على الشهادة الجامعية أو ما بعدها ، يبدأ في الشعور بأن نظرة المجتمع إليه قد تغيرت ، فهناك هالة من التبجيل و الاحترام تحيطه ، عندما يتكلم فكلامه مسموع ، و لو شطح شطحة فكرية اعتبرت إبداعاً ، و لو كان من أصحاب الكتب أو الظاهرين في أجهزة الإعلام تطلق عليه الألقاب المزخرفة ، كالمفكر الكبير أو المثقف أو العالم أو الفنان أو المحلل أو الخبير. في البداية هو يعلم أنها مجرد ألقاب ، و لكن مع التكرار يبدأ في تصديق ما يطلقه عليه الآخرون ، فيقول لنفسه : نعم ، أنا قيمتي كبيرة ، و لكني لا أقدر ذاتي ، هؤلاء الناس يرون ما لا أرى في نفسي. و لكنهم محقون ، أنا الفلتة العبقري الفذ الذي يصعب أن يوجد مثلي ، إنهم محقون. المحطة الثانية ، ما هذا الجهل ؟ ثم ينتقل الإنسان من مرحلة تمجيده لعقله إلى ازدراء عقول الآخرين ، ثم ازدرائهم هم شخصياً ، فهو يراهم جهلة جامدي الفكر ، لا فائدة منهم ، و أنه من الخسارة أن يتواجد مثله بين هؤلاء. في هذه المرحلة يفضل الإنسان أن يتهم الآخرين بالجهل و الرجعية و الظلام و الغباء ، و أن الحديث معهم مضيعة للوقت. في حين ينسب لنفسه العبقرية و الذكاء و أنه يرى ما لا يراه الآخرون بنفاذ بصيرته. و غالباً ما يشعر أيضاً بالاضطهاد ، و بأن كثرة الأغبياء تغلب شجاعة ذكائه الفريد الوحيد الذي لا يجد من يناصره. المحطة الثالثة ، ما أعظم عقلي لا شريك له في هذه المرحلة بعد أن أطاح الإنسان بكل أفكار الآخرين و اعتبرهم سفهاء ، انتقل إلى ما علم من التشريع الإلهي فعرضه على عقله و علمه الذي حصله. و هنا حدث صدام آخر ، لماذا حكم الله بذلك ؟ علمي و عقلي هنا يعارضان ، و هنا يتحفظان ، هذه أوافق عليها ، و هذه لا أعلم حكمتها. و هنا سقط في فخ آخر فعلمه الذي حصله ليس علماً مطلقاً ، و لكنه مهما كثر كنقطة في بحر ، و لا يمكنه استناداً عليه أن يقيّم التشريع الإلهي ، فهو كالطفل الرضيع الذي يحاول تقييم كتاب في ميكانيكا الكم ، و لكن غروره الذي ورثه من المحطتين السابقتين يسوغ له ذلك و يجعله مقبولاً. و كانت النتيجة أنه فضل عقله على التشريع الإلهي ، فقال : سأنفذ ما أقتنع به ، و أترك الباقي. و بدأ يقنع نفسه أن الله لم ينزل تشريعاً ليتبع ، و لكنه في قرارة نفسه لا يصدق هذا التبرير. و هنا يبدأ الصراع. مبروك ، أصبحت علمانياً المحطة الرابعة ، الإغراق في المادية يحتدم الصراع بين عقل الإنسان بغروره و علمه المحدود و حقيقة وجود تشريع إلهي ، فهذا التشريع قائم على الإيمان بالغيب ، و هذا الغيب لا يمكن معرفته أو التأكد منه بحواسنا ببساطة لأنه غيب. ما الحل ؟ هل ينتصر الغيب على الملموس ، أم الملموس على الغيب ؟ فيقرر أن ينتصر لعقله. و يكون الحل في إنكار كل ما هو غيبي أو كل ما لا يمكن برهنته بالوسائل المادية أو لا تدركه حواس الإنسان ، و بهذه القاعدة يمكن لهذا الصراع النفسي أن تخف وطأته. و هكذا يتحول الدين إلى مجرد موروث قديم ورثناه عن آبائنا ، و لا يختلف عن أي موروث آخر أو دين آخر و رثه الآخرون. كلها أديان و الهدف واحد ، و هو عبادة الله مهما اختلفت أسماؤه ، و بث الفضائل بين البشر و هذا لا خلاف عليه (مؤقتاً). إذن فلتحيا كل الأديان ، و أنا ديني الإسلام . هكذا وجدت آبائي ، و هكذا وجد الآخرون آباءهم. مبروك ، أصبحت ماسوني الفكر المحطة الخامسة ، كن صادقاً مع نفسك هنا يرى صاحبنا أتباع هذا الدين يسعون لنشره ، و هؤلاء يدافعون عن دينهم ، و هؤلاء يموتون في سبيله. فيصرخ : ما هذا توقفوا ، ما كل هذا الهراء ؟ علام هذا كله ؟ فلماذا تنشر و لماذا تدافع و لماذا تموت ؟ أليست كلها أديان ، و المهم أن يكون لك دين ؟ و لكن ما معنى أن كلها أديان ؟ من منهم هو الأصح ؟ كن صادقاً مع نفسك مرة ، قل ما تعتقد ، لا تخش شيئاً ، أنا نفسك ، هيا حدثني. في الواقع .... و يبدأ في حديثه مع نفسه. في الواقع لقد أقر بأنه لا يؤمن بأن هناك شيئاً اسمه الأديان ، إنها من صنع البشر جميعها ، و الله لم يقل شيئاً للبشرية. لقد خلق الناس و تركهم على حريتهم ، يفعلون ما يشاءون. عند الوصول إلى هذه المحطة يكون صاحبنا قد غرق على التوازي في ملذات الدنيا و يريد أن يحلها لنفسه بكل السبل ، فقرر التخلص مما تمليه عليه الأديان من قيود ، حتى يقلل مرة أخرى من الصراع النفسي. و شعاره هنا ما دمت لا أؤذي غيري فأنا حر ، و الحرام هو أن أؤذي الآخرين (مؤقتاً). مبروك ، أصبحت لا دينياً المحطة السادسة ، ما المانع ؟ بعد أن استغرق صاحبنا في كل ما يدفعه إليه هواه و شهواته ، شطحت شهواته مرة أخرى ، و لكنها ستدخل هذه المرة في دائرة ما حرمه هو على نفسه (إيذاء الآخرين). ماذا أفعل ؟ هذه الرغبة تتعارض مع الفضائل المتفق عليها. ما بال عقلي توقف ؟ كان دائماً ما يجد المخرج لي. و فجأة يظهر الحل أمامه ، و من الذي اتفق على أن هذه هي الفضائل ؟ أليست الأديان التي كفرت بها سابقاً ؟ نعم ، و لكني سأؤذي غيري. ثم ماذا ؟ ماذا سيحدث لك بعد أن آذيت غيرك ؟ عقاب الله ، الله ؟ و هل أنزل الله من شيء حتى تتبعه ؟ و لو كان أنزل ، هل كنت تراك تصدقه و أنت لم تره رأي العين ؟ لقد تحررت من كل شيء و تبقى الشيء الأخير ، و هو فكرة وجود الإله ، لو تخلصت منها لانطلقت دون قيود ، تفعل ما تشاء ، لا إله و لا بعث و لا حساب و لا جنة و لا نار. المهم مصلحتك و ملذاتك و احرص ألا تصاب بأذى ، فإنما هي حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما يهلكنا إلا الدهر. و هنا ينكر صاحبنا وجود الإله ، و يصبح إله هواه ، يسمه له ويطيع أينما وجهه. لا يخشى شيئاً إلا أسباب الموت و الذي يعني نهاية هذه الملذات. و هكذا ينتهي الطريق بصاحبنا إلى الإلحاد. هل تذكر بماذا بدأ الطريق ؟ لقد كان الكبر و الغرور. و الآن نعود إلى سؤال البداية
هل كان إبليس علمانياً ؟ تذكر كيف كان إبليس مع الملائكة (لم يكن جاهلاً). و انظر كيف كانت حجته في عدم تنفيذ الأمر الإلهي بالسجود. قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين. لقد اغتر إبليس بأصله و علمه – رغم عدم الأفضلية لا في هذا و لا في ذاك – و ظن أنه الأفضل ، فتكبر على السجود و ازدرى آدم و أصله ، و عصى الأمر الإلهي الذي لم يتوافق مع تفكير إبليس. فهذا الأمر لم يكن له ما يبرره حسب تفكير إبليس ، و بالتالي رفضه. و لكن إبليس شخصياً لم ينكر وجود الله ، و ذلك أن الإله كان معلوماً لديه فلم يستطع إنكاره ، و لم ينف أن الله هو ربه و خالقه. فطلب من الله أن ينظره إلى يوم القيامة. إذن كل مشكلة إبليس أنه لم ير أن حكم الله واجب التنفيذ ، و رأى أن ينفذ ما قبله عقله و يترك ما لا يقبله ، و نسي أن عقله و علمه محدودان مهما كبرا ، و لا يجوز المقارنة بعلم الله المطلق. فالمحدود مهما كثر بالنسبة إلى المطلق هو صفر. إياك و الاغترار بالعقل مهما رجح و العلم مهما كثر و مدح الناس مهما تزخرف ، فهذا لعمرك هو أول طريق الهلكة. و الآن ما رأيك ؟
هل كان إبليس علمانياً ؟ السؤال الأول : أمريكا و أوروبا دول علمانية و مع ذلك تقدمت ، فلماذا لا نجعلها قدوة لنا ؟ و السؤال الثاني : إذا كانت أمريكا و أوروبا قد أخذوا بأسباب النجاح و لذلك تقدموا ، فلماذا لا نأخذ نحن أيضاً بتلك الأسباب مع ترك الدين جانباً ؟ سيتم الرد علىالسؤالين رداً مجملاً و ليس على كل سؤال على حدة و ذلك لارتباطهماالوثيق. أول مايفعله العلماني عندما يريد مهاجمة الدين أو الشريعةالإسلاميةهو حصر الدين الإسلامي في الحدود الجنائية ، ثم يقوم بعد ذلكبإخراجها من سياقها و شروط تنفيذها و كيفية التنفيذ ، بحيث يرسم صورة شوهاء للتشريع الإلهي ، سواء بقصد ، أو بغير قصدنتيجة جهله و علمه السطحي بأحكام الشريعة، فينفر العامة و الجهالمنها.ثم يقوم بعد ذلك بضرب المثال الأمريكي أو الأوروبيالشهير ، و يقول : هذه هي الأمم العلمانيةمتقدمةو يخرج بنتيجة و هي : إذن العلمانية هي سبيل التقدم. و هذه مغالطة كبيرة يمكن توضيحها من المثالالآتي : الطالب (س) طالب متفوق جداً ، و هو يحب أن يمشط شعره ناحيةاليمين.و الطالب (ص) طالب ضعيف جداً ، و هو يحب أن يمشط شعره إلىالخلف. جاء الشخص (ع) فأخذ يوبخ الطالب الضعيف (ص) على فشله ، ثمأنهى توبيخه بعبارته الخالدة : يا أخي تعلم من الطالب (س) المتفوق ، و هات شعرك على الجانب الأيمن حتى يتحسن مستواك. هذا المثال يوضح علاقة العلمانية بالتقدمالعلمي ، فالتقدم العلمي له وسائله و طرقه من أخذ بها تقدم و من تركهاتخلف علمياً ، و ليس من بين هذه الطرقالعلمانية. حسناًما الدليل على أن العلمانية ليست من سبل التقدم ؟ الدليل الأول : أن هناك دول تقدمت بدون العلمانية قديماً وحديثاً. قديماً الدولة الإسلامية في عصور نهضتها لم تكن تفصل الدين عنالدولة و كانت أعظم حضارة على وجه الأرض في عصرها ، و حديثاً اليابان لم تتخلى عن ديانتها و رغم ذلك تقدمتعلمياً. الدليل الثاني : هناك دول كثيرة تخلفت و هي دول علمانية ، وعددها أكبر من الدولالتي تقدمت و هي علمانية. أولهامصر مبارك، كانت دولة علمانية لم تحكم شريعة الله – و إن ادعت ذلك اسمياً– ، و فصلت الدين عن الدولة و جاهرت بذلك. و حظرت تأسيس أي حزب له مرجعية دينية ، و تبنت فكرة لا دينفي السياسة و لا سياسة في الدين.و أعلت شأن العلمانيين في كل المجالات و أعطتهم الأبواق ، و فيالمقابل اضطهدت كل من أظهر الدين. و رغم ذلك كانت دولة متخلفة في كل المجالات و لم تشفع لها علمانيتها كيتتقدم علمياً. و كذلك تونس زين العابدين ، و كل البلدان العربية تقريباً ، بلو كل العالم الثالث نظامه في مجمله نظام علماني يفصل الدين عنالدولة.فماذا فعل العالم الثالث ؟ إذن العلمانية أو فصل الدين عن الدولة ليس له علاقة بالتقدم العلميأو التكنولوجي ، والتجربة تقول بعدم وجود هذا الارتباط الذي بُني عليه الاستنتاج الأول الخاص بالمثالالأمريكي الأوروبي. حسناًو لكن لماذا لا نأخذ بأسباب التقدم العلمي ، و كذلك نترك الدين جانباً؟فهذه الخلطة قد تنفع. يعني الطالب (ص) يذاكر و يجتهد و في نفس الوقت يصفف شعره على جنب. صحيح أن الأخذ بأسباب العلم المادي هي سبيل التقدمالعلمي ، و لكن للحفاظ على هذا التقدم و حمايته من الانهيار يلزمك الدينأو الشريعة الإلهية التي لا تخضع للهوى و المصالحالشخصية. كيفذلك ؟و هلستهدم العلمانية ما بناه الأخذ بأسباب التقدم العلمي؟ لو كانت العلمانية ستتوقف عند مرحلة إبعاد الشريعة عن الحكمربما كان الأمر أخف و الضرر أقل ، مع تحقق الضرر و لكني لن أفصل الحديث فيه.و لكن القطار الذي سيوصلنا إلى محطة العلمانية – و هي المحطةالثالثة حسب ما كتبته سابقاً _ لن يتوقف في هذه المحطة سوى برهة من الزمن تطول أو تقصر ثمسيتابع مسيره حتماً حتى نهاية الطريق إلى المحطة السادسة.أي أن طريق العلمانية لن يكتفي بنزع الدين من الدولة ، و لكن المصيبةالأكبر أنه سيتبعه حتماً نزع الدين من النفوس .و هنا عند الوصول بالدولة أو المجتمع إلى هذه المحطة ، تكون قدخلقت مجتمعاً حيوانياً كل همه هو إشباع رغباته و ملذاته. ليس هناك حدود للمسموح به ، و ما يحدد الحلال و الحرام هوتقدير كل فرد و قدرته على الفعل و رغبته في الفعل.و لا شك أن هذه الفوضى من شأنها هدم أي حضارة مهما علاشأنها. سيقول قائل و لكن يمكن فرض قوانين صارمة لحماية حقوق البشر ومنع الاعتداء عليها. و لكن هذا لن يفيد ، فليس بإمكان أي قانون مهما بلغتصرامته أن يواجه رغبات الإنسان و شهواته. و الحل هو تهذيب هذه الرغبة داخلياً و اليقين بوجود الإله واليوم الآخر و الثواب و العقاب. حتى الحدود الإسلامية الجنائية نفسها غير قادرة على حمايةالمجتمع بمعزل عن العقيدة. و العلمانية حتماً يجب أن تنسف العقيدة في مرحلة من مراحلها ، حسب المسار الذي تم توضيحه في صدر الموضوع. ما هوالدليل على ذلك ؟ الدليل على ذلك هو أن المجتمع الغربي عموماً قد شارف على بلوغالمحطة السادسة إن لم يكن قد بلغها بالفعل. و يؤيد ذلك شهادات من عاشوا هناك و بعض الاستطلاعات التي تؤكدأن الإلحاد قد ضرب بجذوره في تلك الدول ، و هذه هي بداية النهاية. و يمكننا استشراف هذه النهاية من عدةمؤشرات : 1. انخفاض معدل المواليد بشكل مرعب في هذه الدول و ارتفاع نسبةالمسنين الغير قادرين على الإنتاج ، نتيجة البحث عن الملذات الفردية فقط دون النظر إلىالحكمة الإلهية في تشريع الزواج و الحث على بناء الأسرة البناءالسليم. و هذا بعد أن تم تنحية فكرة وجود الإله جانباً ، كنتيجةمتأخرة للعلمانية. 2. ارتفاع معدلات الجريمة و العنف رغم وجود القوانين و عدموجود الأمن ، ففي كثير من هذه البلدان ينصحك الناس بعدم حمل المبالغ الماليةالكبيرة ، و عدم التأخر ليلاً و تأمين المساكن بشكل كبير ضد السرقات. طبعاً الجرائم موجودة هنا أيضاً في بلادنا و لكن تذكر أنبلادنا كانت سائرة على طريق العلمانية. 3. الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي وقعت فيها هذه الدول نتيجةالنظام المصرفي القائم على الربا. 4. ارتفاع معدلات الانتحار رغم ارتفاع مستوى المعيشة ، و هذالأن الإلحاد و تناقضاته النفسية تجعل من الإنسان فريسة سهلة للاكتئاب و تجعلههشاً في مواجه أي مشكلات ،فالطريق بالنسبة له مظلم و لا يعلم نهاية الطريق إلىأين ، و لا يعلم أن هناك إله يمكنه الالتجاء إليه. طبعاً قد يقول قائل و لكنهم ما زالوا يتقدمون رغم ذلك. نعم و لكن تقلبات التاريخ و صعود و هبوط الأمم لا يمكنك النظرإليه بمقياس السنة أو العقد من الزمان ، و لكنها تحتاج إلى تصغير مقياس الرسم و الرجوع إلى الخلف عندالنظر إلى اللوحة عندها يمكنك أن ترى المنحنى الحقيقي للصعود و الهبوط ، دون أنتخدعك التذبذبات اللحظية ، التي قد تستغرق الواحدة منها سنوات. أي أن المسألة مسألة وقت ، ليس إلا. [/center] | |
|