انه
أشبه بسلاح ذو حدين، فمن جهة هو واحد من أهم الأبحاث والنتائج التي سجلها
التاريخ البشري، ومن جهة أخرى قد يشكل أرضية خصبة لصناعة وتركيب الأسلحة
الكيماوية. فقد قطع العلماء الذين يعملون على اصطناع شكل من الحياة خطوة
كبيرة الى الأمام قائلين إنهم ركبوا خريطة جينية مصطنعة واستخدموها مع خلية
بكتيرية مفرغة في إيجاد خلية عاملة. ويأمل العلماء في استخدام الخلية
الجديدة في تعلم كيفية تصميم أحياء دقيقة حسب الطلب.
لكن بعض
الجماعات تخشى احتمال أن تستخدم التكنولوجيا الجديدة في صنع أسلحة
بيولوجية، وسارعت لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأمريكي إلى ترتيب
جلسة الأسبوع القادم لمناقشة عواقب هذه الخطوة ما لها وما عليها. وهوّن
آخرون من شأن مدى ما بلغه العلماء في مسعاهم لاصطناع الحياة.
وقال
كريج فنتر رائد دراسات الخرائط الجينية الذي قاد البحث "هذه أول خلية يتم
اصطناعها وهي أول نوع من الكائنات التي تتناسخ على كوكبنا أنجبها
الكمبيوتر"، وقال أعضاء من فريقه في وقت لاحق انهم ما قطعوا إلا خطوات
ضئيلة نحو هدف صنع كائن حي حسب الطلب انطلاقاً من ملف رقمي.
وأضاف
فنتر إنه يود صنع بكتيريا لإنتاج الوقود أو لاستخدامها في صنع أمصال أفضل
أو تصميم طحالب لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو. وأضاف في مؤتمر صحفي
"سيصبح هذا أداة بالغة القوة لمحاولة تصميم ما نريد استخدام علم الحياة في
القيام به.
"وقال فريق فنتر في تقرير بخصوص الدراسة في دورية ساينس
إنه استعمل نسخة مصطنعة من الشفرة الجينية مأخوذة من بكتيريا صغيرة وزرعها
في خلية بكتيرية أفرغت من معظم محتوياتها، وبعد عدة محاولات دبت الحياة في
الكائن الدقيق وبدأ يتناسخ في صحفة المعمل.
واستغرق العلماء سنوات
لاصطناع كروموسوم يحمل توليفة جينية مصطنعة وبعد أن قضى العلماء 15 عاماً
في ذلك وانفقوا 40 مليون دولار حتى الآن كان عليهم أن يبحثوا في طريقة لنقل
هذا إلى خلية بكتيرية أخرى، ونجحوا أخيراً بعد محاولات استغرقت أسابيع.