منقول فور اصداره ترقبوا الليلة يا رجال
خاص - الداخلية
لم تنتظر وزارة الداخلية والأمن الوطني أن يستفيق "الشاباك" وأجهزة المخابرات والاستخبارات الصهيونية من صدمتها عقب نجاح الأولى المُثمر في توجيه ضربات استباقية لشبكات التجسس التي زرعها الاحتلال على مدار السنوات الماضية لضرب وزعزعة الجبهة الداخلية الفلسطينية لتوجه "الأجهزة الأمنية الفلسطينية" هذه المرة صفعة من العيار الثقيل ستكشف عنها مساء اليوم الخميس عبر عرض مجموعة اعترافات لعدد من عملاء الكيان المخضرمين.
ومع اشتداد حرارة الصيف وسخونة المواقف الميدانية على الساحة الفلسطينية يلتهب صراع "الأدمغة" بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة من جهة والشاباك – الذي يطلق عليه بعض الكتاب صفة (المخلب الدموي في قتل الفلسطينيين) من جهة أخرى والتي أثبتت على مدار السنوات الماضية المتتالية نجاعتها في قطع "أصابع التجسس" التي صنعتها دولة الكيان.
وتزداد حدة المعركة الخفية بين العقول الغزية وعقول ضباط الشاباك والاستخبارات الصهيونية خاصة بعد إعلان وزارة الداخلية الأحد الماضي عن اتمامها كافة الاستعدادات لعرض الفيلم الأمني الأول من نوعه مساء اليوم.
قنبلة قوية
ويترقب المتابعون ما ستفجره وزارة الداخلية من قنبـلة قويـة في وجه جهاز الأمن العام الصهيوني "الشاباك" إذ أعلنت أن الفيلم يحتوي مجموعة من اعترافات لعملاء الاحتلال في ملفات (الإسقاط- الاغتيالات- المعلومات- الشائعات- إفساد المجتمع - التنسيق الأمني) الساعة 8:30 مساء الخميس على موقع الوزارة الالكتروني وعدد من وسائل الإعلام.
وتمكن ضباط جهاز الأمن الداخلي من فك طلاسم شبكـات العملاء والوصول إلى عدد كبير ممن ساهموا في قتل مقاومين وقادة فلسطينيين مما سيشكل "صفعة أمنية قوية للكيان الصهيوني".
وكانت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة قد كشفت قبل عام شبكة متطورة وكبيرة من العملاء الذين شاركوا في عدة مهام طلبت منهم من قبل جهاز المخابرات الصهيوني داخل قطاع غزة منذ الانتفاضة الأولى وحتى ما بعد الحرب على غزة شتاء 2008-2009.
تجدر الإشارة هنا أنه عقب انتهاء وقائع المؤتمر الصحفي الشامل الذي كشفت فيه وزارة الداخلية قبل عام عن نتائج حملة مكافحة التخابر مع الاحتلال التي بدأتها صيف 2010، وكشفها اللثام عن أساليب عمل العملاء وضبطها أجهزة متطورة بحوزتهم، وتمكنها من كشف الأساليب المتطورة لعمل المخابرات الإسرائيلية، أصيب يوفال ديسكن وقادة الشاباك بالصدمة وذهلوا مما شاهدوه وسمعوه حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يتم خلالها الكشف عن دفعة كبيرة ومرة واحدة وكيفية القبض على العملاء.
لكن مع العرض الجديد والضربة القاصمة التي ستوجهها وزارة الداخلية مساء اليوم – علناً وعلى الهواء مباشرة – يبدو أن قائد الشاباك الجديد يورام كوهين سيعيد حساباته، خاصة بعد دعوته نهاية مايو أيار المنصرم لشن ضربات استباقية على غزة.
الحرب الخفية
وتدور رحى الحرب الخفية بين العقول الفذة لضباط الأمن الداخلي ومسئولي الشاباك هذه المرة من جانب أحادي ستوجه "الأدمغة الفلسطينية" فيه هذه المرة ضربة قاسية لبيت العنكبوت الصهيوني.
وذكرت الداخلية في بيان لها أن هذا يأتي في إطار ما "تقوم به من توعية أمنية وإظهار لانتصارات المعركة الخفية بين أجهزتها الأمنية وبين مخابرات الاحتلال الصهيوني".
ومن المؤكد أن أجهزة المخابرات والاستخبارات الصهيونية ستفرض تعتيماً غير مسبوقاً على وسائل الإعلام العبرية لمنعها من نشر أي من الوثائق والمعلومات الخطيرة التي ستكشفها وزارة الداخلية الفلسطينية على الملأ.
ولم تتوقف حرارة معركة "الأدمغة" في يوم من الأيام أو لحظة من اللحظات وليس لها علاقة في أي هدنة تحدث في الميدان مع الاحتلال فهو صراع متواصل".
وستتضمن المادة المصورة التي أعدتها الداخلية اعترافات عملاء "خطيرين وقدامى وآخرين ممن كانوا يعملون في فصائل مقاومة فلسطينية وآخرين مخضرمين عملوا على مدار الزمن منذ الستينيات والثمانينيات وفئة من العملاء عملت كطابور خامس لبث الشائعات وزعزعة وإثارة البلبلة في أوساط الشارع الفلسطيني".
خلاصة مهمة
وسيضُم العرض "خلاصة مهمة لبعض اعترافات عملاء مختلفة فئاتهم وأنواعهم وذلك لتحقيق عدة أهداف منها أولا التوعية الأمنية للمجتمع لمعرفة بعض أساليب الإسقاط وما يقوم به الاحتلال".
وتهدف الداخلية من رسالتها القوية ردع من يزالون من العملاء يتخابرون مع الاحتلال ولم يستفيدوا مما حدث لغيرهم من العملاء الذين تم إعدامهم أو من هم في قبضة الأجهزة الأمنية بغزة.
وكانت وزارة الداخلية قد أطلقت في 8 أيار – مايو 2010- حملة فتح باب التوبة للعملاء والمتخابرين مع الاحتلال التي انتهت في 10 يوليو من العام ذاته، مما دفع العديد من العملاء الذين غرر بهم إلى تسليم أنفسهم للأمن الداخلي والإعلان عن توبتهم فيما شدّدت الداخلية على أن من لم يسلم نفسـه بعد انتهاء مهلة التوبة فسينال أشد العقوبات.